ما الفرق بين الرجل والمرأة في الإسلام,العيب بين المرأة والرجل الخطير,الفرق بين الرجل والمرأة في المجتمع,
العيب بين المرأة والرجل الخطير
العيب ليس في اختلاف المرأة والرجل، بل في النظرة المجتمعية الخاطئة التي تصنع فجوة بينهما، وتُسقِط على كل طرف أحكامًا جاهزة، وسلوكيات مشوّهة باسم "العيب". هذا العيب، حين لا يُفهم ولا يُراجع، يتحوّل إلى خطر حقيقي يُدمّر العلاقة الطبيعية بين الجنسين، ويصنع جدرانًا من التوتر والشكوك.
1. ثقافة "العيب" الموجهة للمرأة فقط
غالبًا ما تُحمّل المرأة وحدها وزر الشرف، والسلوك، والمظهر، وحتى الصوت. يُقال لها "عيب ترفعي صوتك"، "عيب تضحكي"، "عيب تطلبي"، بينما يُترك للرجل مساحة حرية أوسع دون رقابة اجتماعية حادة.
هذا التفاوت يزرع في ذهن الفتاة منذ صغرها شعورًا بالذنب تجاه جسدها، وطموحها، وحقوقها، مما يُعزز الخوف والانكماش، لا الحياء.
2. العيب في الرجل المغلّف بالرجولة
بالمقابل، تُربّى بعض الذكور على أن الرجولة تعني القسوة، أو قمع المشاعر، أو التحكم في النساء، ويُقال: "الرجال ما يبكوش"، "لازم تكون شديد"، "المرأة لازم تطيعك". هذه الصورة تُفرز رجلاً هشًا من الداخل، خائفًا من الضعف، ومشوشًا في فهمه لمعنى القوة الحقيقية.
3. العيب الأكبر: الصمت
أخطر ما في علاقة المرأة بالرجل هو الصمت الذي يصنعه الخوف من "الكلام العيب". الخوف من التعبير عن المشاعر، أو عن الاحتياجات، أو حتى عن الظلم. فكم من امرأة لم تطلب حقها خوفًا من أن تُوصف بالتمرد؟ وكم من رجل لم يطلب المساعدة النفسية خشية أن يُقال عنه ضعيف؟
الصمت عن الحوار، عن الرغبة، عن الخطأ، هو العيب الأخطر الذي يهدد أي علاقة.
4. عيب المجتمع لا عيب الدين
كثير من "العيوب" المنسوبة إلى الدين ليست إلا أعرافًا اجتماعية، توارثها الناس وألصقوها بالشريعة زورًا. الدين لا يمنع المرأة من التعلم أو العمل أو التعبير، ولا يُلزم الرجل بالقسوة. إنما تلك صور مجتمعية أُلبست لباس الدين لتُقيد العقول والقلوب.
5. نحو فهم جديد للحياء والكرامة
الحياء فضيلة، لكنه لا يعني الخوف من الكلام، أو رفض الحقوق. والكرامة ليست في العنف، بل في العدل. والعيب الحقيقي هو الظلم، أو الإهمال، أو التجاهل، وليس في أن تكون أنثى أو ذكرًا تُعبّر عن نفسك باحترام.
خلاصة
الفرق الطبيعي بين المرأة والرجل لا يصنع خطرًا، لكن "العيب" المغشوش الذي يفرضه المجتمع على كل منهما، هو الخطر الحقيقي. التغيير يبدأ حين نُميّز بين ما هو دين وما هو تقليد، وحين نسمح للإنسان أن يكون إنسانًا، قبل أن نحكم عليه بجنسه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق