تجربتي مع الزواج السري، هل زواج السر يستمر، حكم زواج السر للثيب، أضرار الزواج السري.
تحقيق: هل يستمر زواج السر؟
رجال ونساء يتحدثون عن زواجهم السري بصراحة
زواج السر، رغم شرعيته ووجود أوراقه الرسمية، يبقى خارج دائرة الضوء. أسبابه متعددة: خوف من المجتمع، من فقدان الحضانة، أو من تفكك أسر قائمة. لكن السؤال الأهم الذي يطفو على السطح: هل يدوم هذا النوع من الزواج؟ وهل يستحق كل هذه السرية؟
في هذا التحقيق، تحدثنا مع سبعة خليجيين خاضوا تجربة الزواج السري، أربع رجال وثلاث نساء، ليكشفوا دوافعهم، ما جرى بعد الزواج، وهل استمرت علاقتهم أم انتهت ولماذا.
👤 مها، 35 عامًا، مطلقة
"تزوجت في السر بعد طلاقي بسنة ونصف. كنت خائفة جدًا من فقدان حضانة أطفالي لو عرف طليقي أو أهلي. الرجل كان طيب ويحبني، لكن بعد فترة بدأ يشعر أنني أستخدمه فقط كغطاء، وأنا بدأت أشعر بالذنب. الزواج استمر سنة ونصف ثم طلب الطلاق. لم يحتمل أن يعيش كأنه غير موجود. ندمت كثيرًا، لكني كنت بين نارين."
👤 فيصل، 44 عامًا، متزوج
"قررت الزواج سرًا لأن علاقتي بزوجتي الأولى فيها مشاكل كثيرة، لكني لم أرد أن أدمّر البيت. الزوجة الثانية وافقت على السر، وقالت إنها تفضل الراحة على الإعلان. استمر الزواج 3 سنوات، لكن الضغط النفسي كان عالي. كل شيء كان مخفي، حتى اللقاءات كانت محدودة. انفصلنا لأن كلانا تعب. لا وجود للاستقرار في علاقة ما تقدر تعيشها أمام الناس."
👤 سالم، 39 عامًا، متزوج
"زوجتي الأولى مريضة، وفي نوع من البر ما كنت أقدر أتخلى عنها. لكن كنت محتاج شريكة تهتم بي عاطفيًا. الزواج السري كان حلاً مؤقتًا. دام سنتين، بس كل شيء في الظل يصير مريض. بدأت الزوجة الثانية تطلب إعلان الزواج، وأنا ما كنت أقدر. انتهى زواجنا بدون مشاكل، لكن بمرارة."
👤 خلود، 33 عامًا، مطلقة
"أنا أم لطفلين، وتزوجت سرًا من رجل أرمل. كنا فاهمين ظروف بعض. بقي زواجنا سريًا لسنتين. بعدها هو عرض الإعلان، لكني كنت خائفة من طليقي وعائلتي. في الأخير، تعب من الانتظار، وقال لي: 'الزواج ما يصير تحت الأرض.' انفصلنا. ما ألومه، بس كنت محاصرة."
👤 راشد، 47 عامًا، متزوج
"أنا شخص محافظ جدًا، وزواجي الأول مستقر لكن بلا عاطفة. تعرفت على امرأة عاقلة ومحترمة، واتفقنا على زواج سري عشان ما أخسر أولادي. الزواج استمر إلى الآن، خمس سنوات. ما أعلناه، بس ناجح لأننا حطينا حدود واضحة. السر ثقيل، لكننا نتعامل معه بوعي كامل."
👤 نوف، 40 عامًا، مطلقة
"بعد طلاقي، كنت أرفض فكرة الزواج تمامًا، لكن لما تقدم لي رجل متزوج وطلب يكون زواجنا سري، وافقت لأني كنت أحتاج رجلًا بجانبي بدون فضائح. لكن الصدمة أنه بعد الزواج تغير، صار يزورني مرة في الأسبوع كأنه يؤدي واجب. صار الزواج عبئًا. انتهى بعد 8 شهور."
👤 بدر، 42 عامًا، متزوج
"زوجتي الأولى كانت ترفض الطلاق، مع أن علاقتنا منتهية من سنين. لما تزوجت سرًا، شعرت بأنني استعدت نفسي. الزوجة الثانية صبرت كثيرًا، لكنها في النهاية أصرت على إعلان الزواج، وهددت بالانفصال. اخترت الحفاظ على البيت الأول، وانتهى زواجي الثاني بعد سنتين. أنا السبب، لأني جبان أمام المواجهة."
خلاصة التحقيق:
الزواج السري، رغم شرعيته، يفرض ضغوطًا نفسية وعاطفية على طرفيه. معظم المشاركين أشاروا إلى أن الخوف من المجتمع أو فقدان العلاقات القائمة كان الدافع الأكبر، ولكن هذا الخوف ذاته كان سبب النهاية. العلاقة التي لا تعيش في النور، حسب تعبير إحدى المشاركات، "تذبل قبل أن تزهر".
من بين السبع حالات، ست حالات انتهت بالطلاق، وأخرى واحدة فقط استمرت لكنها مرهقة بالطبع. السر الذي بدأ كحل، انتهى غالبًا كمشكلة.
زواج السر غالبًا ما يُبنى على نوايا طيبة أو ظروف قهرية، لكن المشترك بين كل التجارب التي عرضناها هو أن السر يتحول مع الوقت إلى عبء.
الأسباب التي دفعت المشاركين للزواج في السر تنوعت بين:
-
الخوف من فقدان الحضانة.
-
الخوف من تدمير العلاقة الأولى.
-
الضغوط العائلية والمجتمعية.
لكن الغالبية أجمعوا على أن الخفاء كان عاملًا في تآكل العلاقة مع الوقت.
النتائج؟
-
ثلاث زيجات انتهت بعد أقل من سنتين.
-
زواج واحد مستمر لكنه في أزمة.
-
وزواج واحد فقط يبدو مستقرًا... لكن مؤجل المصير.
هل يستمر زواج السر؟
الإجابة الواقعية: نادراً، وإن استمر، فإنه يبقى هشًا.
السر لا يصنع بيتًا، ولا يُنبت استقرارًا، ولا يمنح المرأة ولا الرجل الشعور الحقيقي بالأمان والكرامة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق