النوم... مرآة النفس وجسر الحياة

النوم... مرآة النفس وجسر الحياة

بقلم: سعاده

في زوايا الليل المظلمة، حين يصمت العالم، وتنسحب الحركة من الأجساد، تبدأ رحلة أخرى لا تقل تعقيدًا عن يقظتنا: رحلة النوم. لكنه ليس مجرد راحة بيولوجية، بل حالة إنسانية مركبة تكشف عن عمق النفس، وصراعاتها، وأسرارها. فبين وضعيات النوم، وأمراضه، وتلك اللحظات التي يُسلب فيها النوم، تتجلّى لنا صورة أوضح عن هشاشة الإنسان وقوته في آنٍ معًا.

  • وضعيات النوم... لغة غير منطوقة
  • أمراض النوم النفسية... حين يثور اللاوعي
  • أمراض النوم الغريبة... عندما تصبح الأحلام واقعًا
  • لا تقلق من عدم النوم... فالحياة أكثر اتساعًا من ليلة بلا راحة

ربما لم نفكر يومًا أن طريقة نومنا تعبّر عن حالتنا النفسية، لكنها كذلك بالفعل. النوم على الجنب الأيسر قد يرتبط بالشعور بالقلق أو باضطرابات الهضم، بينما النوم على الظهر قد يدل على شخصية واثقة أو رغبة في التحرر. أما وضعية الجنين، فهي تحمل رمزية الانكماش نحو الذات، والبحث عن الأمان.

تلك الوضعيات ليست عشوائية، بل هي لغة غير منطوقة تترجم ما تعجز الكلمات أحيانًا عن الإفصاح به.

الأرق، الكوابيس، السير أثناء النوم، اضطراب النوم القهري... كلها ليست مجرد مشكلات فيزيولوجية، بل نوافذ تطل على عوالم داخلية مضطربة. الأرق، مثلًا، ليس مجرد فشل في النوم، بل صراع بين الرغبة في الاستسلام والخوف مما قد يحمله الليل من أفكار. وقد يكون السير أثناء النوم محاولة اللاوعي لإكمال شيء لم يُنجز في اليقظة.

إنه من اللافت أن أمراض النوم غالبًا ما ترتبط بما نعيشه من ضغوط، من ذكريات مؤلمة، أو من طموحات غير محققة.

هناك أمراض نادرة تكشف عن وجهٍ غريب للنوم، مثل "شلل النوم" أو "الهلوسة النومية" التي تجعل الإنسان يرى أو يسمع أشياء ليست حقيقية وهو واعٍ بجزء من إدراكه، أو "اضطراب حركة العين السريعة" حيث يتحرك النائم وكأنه يمثل حلماً عنيفًا. هذه الحالات تذكرنا أن النوم ليس انقطاعًا عن العالم، بل امتداد له بطرق لا ندركها تمامًا.

حين يعجز الإنسان عن النوم، يشعر وكأن الكون كله متآمر ضده، لكنه في الحقيقة يعيش لحظة إنسانية خالصة. القلق من عدم النوم أسوأ من الأرق نفسه، فهو يولّد دوامة من الضغط تمنع النفس من الاسترخاء.

الحياة، بكل ما فيها، ليست محكومة بعدد الساعات التي ننامها، بل بنوعية الساعات التي نحياها. فلا بأس إن تقلبنا في الفراش، ما دمنا نستيقظ في اليوم التالي أكثر فهمًا لأنفسنا.


العقل السليم في الجسم السليم، 

والجسم السليم يحتاج إلى راحة ونوم هانيء


 لأن النوم مهم جدا لصحتك النفسية والجسدية، فمن المهم جدا أن تتعرفين على الطريقة الصحيحة للحصول على نوم صحي مريح ولساعات كافية ووافية:

  • احصلي على قسط كافي ووافي من النوم، النوم مهم حقًا لصحتنا الجسدية والعقلية.
  • يساعد النوم على تنظيم المواد الكيميائية في الدماغ التي تنقل المعلومات. هذه المواد الكيميائية مهمة في إدارة مزاجنا وعواطفنا.
  • إذا لم نحصل على قسط كافٍ من النوم، يمكننا أن نشعر بالاكتئاب أو القلق.
  • الحصول على وقت محدد للنوم والحفاظ على جدول نوم ثابت.
  • إيجاد طرق للتهدئة، مثل تقنيات الاسترخاء، كجزء من روتين قبل النوم
  • خفت الأضواء وإبعاد الأجهزة الإلكترونية لمدة ساعة أو أكثر قبل النوم.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام والتعرض للضوء الطبيعي أثناء النهار.
  • زيادة الراحة والدعم من المرتبة والوسائد والفراش.
  • حجب الضوء والصوت الزائد الذي يمكن أن يزعج النوم.
  • وضع روتينًا منتظمًا ومريحًا لوقت النوم يتيح لك الاسترخاء ويرسل إشارة إلى عقلك بأن الوقت قد حان للنوم.
  • خلق بيئة مريحة: غرف النوم المظلمة والهادئة أسهل بشكل عام في النوم والاستمرار في النوم.
  • حاولي أن تنامي وتستيقظي في نفس الوقت كل يوم.
  • مارسي الرياضة بانتظام ولكن تجنبي التمرينات القوية بالقرب من وقت النوم إذا كانت تؤثر على نومك.
  • تجنبي الكافيين والكحول قبل النوم. يمكن أن تمنعك من النوم وتمنع النوم العميق.
  • استخدمي سريرك فقط للنوم أو ممارسة الجنس. على عكس معظم النشاط البدني، فإن الجنس يجعلنا نشعر بالنعاس.
  • تجنبي استخدام الشاشات في المساء، بما في ذلك على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
  • يمكن أن يكون للضوء المنبعث من الشاشة تأثير سلبي على النوم، ويمكن لوسائل التواصل الاجتماعي والأخبار والألعاب أن تحفز عقلك وتجعلك تشعر بالقلق.
  • اكتبي ما يقلقك إذا كنت مستيقظة قلقًا بشأن الغد. هذا يمكن أن يساعد في إراحة عقلك.
  • إذا لم تستطعي النوم، فلا تقلقي بشأن ذلك. انهضي وافعل شيئًا يبعث على الاسترخاء مثل الاستماع إلى الموسيقى أو القراءة حتى تشعرين بالنعاس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق