قوة الشخصية ليست وراثية دائما، بل غالبا هي مكتسبة
هل الصفات الشخصية تورث، صفات غير وراثية في الإنسان، تأثير البيئة على الصفات الوراثية، الصفات الوراثية عند الإنسان، انتقال الصفات الوراثية عند الإنسان، أمثلة على الصفات الوراثية.
عكس الإعتقاد السائد، فالفرد لم يولد قوي الشخصية وهذا الأمر ليس فطرياً أيضاً، إن كان كذلك لكان الأشخاص الجذابين دائماً آسرين، حتى بالنسبة للنجوم الكبار الذين يسطع نجمهم في لحظة ثم يختفي بعد فترة. تحدثنا عن شخصية مشهورة وكيف بالإمكان أن تصبح غير مرئية والعكس، عن طريق تحكمها بلغة الجسد.
أظهرت دراسات حديثة أن قوة الشخصية ناتجة عن سلوكيات وأفعال وليست بالوراثة؛ لهذا السبب مستويات قوة الشخصية متذبذبة، وظهورها يعتمد على ما إذا كان الفرد يطبق هذه الأفعال والتصرفات التي تظهر جاذبيته.
هل اختبرتِ يوماً شعور أن تكوني سيدة الموقف وتبهري كل من هم حولكِ بسيطرتكِ على الموقف للحظة؟ البعض يظن أن هذه التجربة تندرج بالضرورة تحت قوة الشخصية لأنهم يفترضون أن الشخصيات القوية جذابة في كل لحظة من يومهم، لكنهم ليسوا كذلك، فالسيطرة على الموقف لوحدها لا تكفي.
أحد أسباب ظن الكثيرين أن الجاذبية أمر موروث مثله مثل العديد من المهارات الأخرى هو أن قوة الشخصية يتم تعلمها في سن صغير جداً، في الحقيقة أن الكثيرين من أقوياء الشخصية يتعلمونها حتى دون أن يدركون ذلك، فكل مايقومون به هو محاولة تعلم سلوكيات جديدة، ويرون النتيجة فتذهلهم وبالتدريج تصبح هذه السلوكيات أسلوب حياة.
لهذا السبب، يمكن لأي شخص أن يتحول إلى صاحب حضور طاغٍ وجاذبية لا تُقاوم، شرط أن يكون مستعداً لتجربة ما هو خارج عن عاداته المألوفة، ولو بدأ بخطوات صغيرة. الخطوة الأولى تكمن في إدراك أن لغة الجسد تسبق الكلمات دائماً، وأن الرسائل التي نرسلها من خلال وقفتنا، نظراتنا، نبرة صوتنا وحتى طريقة دخولنا إلى الغرفة، هي التي تحدد مكانتنا في أعين الآخرين.
دعيني أذكر مثالاً من الواقع: أحد النجوم العالميين في مجال التمثيل، الذي ذاع صيته بسرعة في بداية الألفينات، كان يتمتع بوسامة لافتة وصوت مميز، لكنه لم يصمد طويلاً تحت أضواء الشهرة. السبب؟ لم يكن يمتلك القدرة على إدارة حضوره، فبمجرد أن تلاشت الضجة الإعلامية، أصبح وجوده باهتاً. على النقيض، هناك نجمات ومشاهير قد لا يتمتعن بأعلى المعايير الجمالية التقليدية، لكنهنّ يمتلكن الكاريزما – تلك القوة اللامرئية التي تجعل كل الأنظار تتبعهنّ.
ما يجمع هؤلاء الأشخاص هو أمر واحد: وعيهم بأجسادهم، وتحكمهم الكامل بإشاراتهم غير اللفظية. إنهم يدخلون إلى المكان وكأنهم يملكونه، لا لأنهم يتصنّعون، بل لأنهم تمرنوا على الإحساس بذلك فعلاً. الوقوف باعتدال، استخدام الإيماءات بثقة، تقليل الحركات العشوائية، التواصل البصري المركز، كلها أدوات يمكن لأي شخص أن يتعلمها.
لا أحد يولد وهو يعرف كيف يستعمل هذه الأدوات، لكن أولئك الذين يتقنونها عن وعي أو بدون وعي، يصبحون بالفعل "مرئيين" حتى في الزحام. قوتهم ليست في عدد كلماتهم، بل في الطريقة التي تُقال بها، في المسافة التي يحددونها بينهم وبين الآخر، وفي قرارهم الواعي بإظهار أو إخفاء مشاعر معينة في الوقت المناسب.
الخبر السار؟ أن هذه المهارة لا تحتاج إلى سنوات لإتقانها. في الواقع، أظهرت دراسة من جامعة كاليفورنيا أن التغييرات البسيطة في لغة الجسد يمكن أن تعزز الشعور بالثقة والجاذبية خلال أقل من أسبوعين. المفتاح هو الاستمرارية، والتكرار، وتقبّل لحظات الإرباك في البداية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق