حين يكون زوجك شخصية سامة: كيف تحصنين ذاتك؟

 حين تكون الشخصية السامة أقرب الناس إليك: كيف تحصنين ذاتك؟

في العلاقات الزوجية، قد تجد المرأة نفسها محاطة بشريك يحمل صفات تؤذيها نفسيًا وعاطفيًا؛ شخصية سامة تضعفها بدلاً من أن تدعمها، وتستهلك طاقتها بدلاً من أن تغذيها. والسؤال هنا ليس كيف نغيره، بل كيف نحمي أنفسنا؟ كيف نقوّي مناعتنا النفسية ونبني جدارًا من الوعي والاستحقاق يحول دون اختراق هذه السمّية لحياتنا؟

الوعي بالمسؤولية الذاتية: البداية من الداخل

أول خطوة في التعافي من أثر الشخصية السامة هي إدراك أن تأثيره فيكِ لم يحدث من فراغ. إنكِ –من دون وعي– منحتِ هذا الشخص مساحة للتأثير، رسمتِ له صورة القوة، وسلّمتِ له مفاتيح احترامك لنفسك. هذا لا يعني أنكِ المذنبة، بل أن لديكِ فرصة كبيرة لتغيير المعادلة إن بدأتِ من الداخل.

حصنك النفسي أولًا

في مواجهة أي ضرر خارجي، لا نبدأ بالهجوم، بل بتحصين أنفسنا. عليكِ أن تقوي حصنك النفسي، أن تغذّي احترامك لذاتك، وتعيدي رسم حدودك النفسية والعاطفية. سامحي نفسك، وتوقفي عن تحميلها أخطاء الآخرين.

لا تذوبي في شخصية شريكك حتى تفقدي نفسك. هو ليس أنتِ، ولن يكون. طباعه هي مسؤوليته، لا انعكاس لكيانك. لا تحاولي النزول لمستوى نظرته كي تشعري بالقبول؛ فالقبول الذي يأتي من التنازل يلد الندم.

أنتِ الأم، أنتِ الأصل

أبناؤك امتدادك. هم ثمرة صبرك، من دمك واسمك، ويجب أن يُربوا على يد أمٍ تعرف قيمتها وتميزها. لا تدعي برود الأب العاطفي –وهو أمر شائع في ثقافتنا الشرقية– يضعف من نظرتك لنفسك أو يقلل من قيمة دورك. أنتِ الأساس. ربّي أبناءك على الذكاء العاطفي، والفكر المستقل، وفنون الرد الواعي.

الفصل النفسي: لا انصهار بعد اليوم

الزواج لا يعني الانصهار الكامل. هو عقد بين شخصين مختلفين اتفقا على الشراكة. لذلك، عليكِ أن تفصلي نفسك نفسيًا وعاطفيًا عن زوجك؛ تعيشي بكيانك المستقل وتبني ذاتك بعيدًا عن تدخله أو تقييمه. أنتِ تستحقين الأفضل، لأنكِ تعملين عليه، تطورين نفسك، وترتفعين بأفكارك ونظرتك للحياة.

قوة الروابط العائلية: جذورك سر قوتك

في مجتمعاتنا، الزوج المتسلط عادة ما يستمد قوته من أهله. لذلك، لا تكوني بلا جذور. كوني قوية وسط أهلك، لا من باب الضعف أو الاحتياج، بل من باب الدعم والثقة المتبادلة. اجعليهم يرونك امرأة تستحق التقدير، حتى إذا وقفتِ يومًا ضد ظلم، وقفتِ مدعومة.

إدارة العلاقة بالمنطق والمصالح

في مرحلة النضج، يصبح من الحكمة أن تديري علاقتك الزوجية بمنطق المصالح. ما هي الفائدة من استمرار العلاقة؟ هل يوفر لكِ الاستقرار؟ الدعم المادي؟ صورة اجتماعية معينة؟ حقوقك كأم؟ استفيدي من كل ما يمكن أن يُبقي التوازن، دون أن تمنحي أكثر مما تأخذين.

السمو الذاتي والشكر: مفاتيح للاتزان

ركزي على نعمك. الشكر يزيد النعم، والاستغفار يفتح أبوابًا مغلقة، والصلاة والسلام على النبي تهديء الروح. لا تركزي على ما ينقصك، بل على ما تملكينه. وحين يزيد استحقاقك النفسي، ستكتشفين كم كنتِ قوية حين كنتِ تظنين نفسك ضعيفة.

فنون الرد والتأثير

الرد المناسب في الوقت المناسب فن. تعلّمي كيف تردين على حسب شخصية زوجك. تعلمي لغة الإيحاء، لا التوسل، وتأكدي أن كسب احترامه لا يكون بالخضوع بل بالسمو. المرأة التي ترى نفسها مميزة تفرض حضورها، وتجعل حتى الأشد برودًا يشعر أنه بحاجة للتقرب منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق