"لماذا لا تُغفر الخيانة بسهولة؟"
الغفران المعلّق… لماذا لا تُغفر الخيانة؟
في بعض العلاقات، قد تُغفر الإهانة، ويُنسى الإهمال، ويُفهم التقصير، لكن حين تحدث الخيانة، يتوقف الزمن عند لحظة واحدة... اللحظة التي سقط فيها الإيمان بالشريك.
رغم اعتذارات الخائن، ورغم تبريراته وربما صدق ندمه، لا يعود الطرف الآخر كما كان.
لكن لماذا؟ لماذا لا تُغفر الخيانة بسهولة، حتى لو كان الحب لا يزال موجودًا؟
في هذا الجزء من التحقيق، سألنا نساء مررن بتجربة خيانة من أزواج يحبونهن بصدق – بحسب أقوالهم – لكنهن لم ينجحن في "نسيان" الخيانة، بل ظلّ الجرح حاضرًا.
كما توجهنا إلى مختصات في علم النفس الأسري لفهم الجانب الأعمق من هذا العجز عن الغفران.
شهادات واقعية من نساء مجروحات
نوف، 37 عامًا – "هو ندم، وأنا كُسرت"
"هو يعتذر، ويبكي، ويطلب فرصة. لكن ماذا عني؟ ماذا عن صورتنا اللي تهشمت داخلي؟ ما أقدر أرجع أحتضنه وأنا كل ما شفت عيونه أتخيله مع غيري. الحب مو كفاية، في أشياء تنكسر ما تتصلح."
سارة، 42 عامًا – "أشعر أني كنت لعبة، لا شريكة"
"اللي يخونك، يطعنك بظهرك في أسوأ لحظة، هو شخص سلبك إنسانيتك. مو مهم ليش خنت. لحظة إنك نظرت لوحدة غيري واعتبرتها تستحق الخروج عني… انتهى كل شيء."
جميلة، 31 عامًا – "سامحته ظاهريًا، لكن داخليًا أنا مو أنا"
"رجعنا نعيش سوي، نضحك قدام الناس. بس داخليًا أنا ما عدت أثق، ولا أرتاح. كل مرة يطلع من البيت أحس إني بنتظر طعنة ثانية."
ثانيًا: رأي المختصين – لماذا يصعب الغفران؟
استشارية العلاج الأسري:
"الخيانة تهزّ أحد أعمق الحاجات النفسية عند الإنسان: الأمان العاطفي. حين نخون، لا نكسر فقط الثقة، بل نكسر تصور الطرف الآخر عن نفسه: (هل أنا لا أستحق الوفاء؟ هل كنت غافلة؟ هل كل شيء كان كذبة؟). استعادة العلاقة ممكنة، لكن لا تعود كما كانت، بل تحتاج إلى بناء جديد تمامًا."
أخصائي علاج نفسي معرفي سلوكي:
"الغفران ليس قرارًا بسيطًا، بل رحلة طويلة من المواجهة والتعامل مع الصدمة. البعض لا يغفر لأن الجرح ظلّ مفتوحًا دون أن يُعالج. حتى لو استمر الزواج، العلاقة تصبح مختلفة: باردة، حذرة، مراقبة. وهنا نسأل: هل هذا زواج صحي؟"
ثالثًا: الأسباب النفسية لعدم القدرة على الغفران
-
الخيانة تسحق الكرامة:
يشعر الطرف المخدوع أنه تعرض لإذلال شخصي يصعب تجاوزه. -
تفكك صورة الشريك:
الشخص الذي كان يُنظر إليه كحصن، يتحول فجأة إلى مصدر خطر. -
الخيانة تخلق رواية بديلة للعلاقة:
"هل كان يكذب طوال الوقت؟ هل كان يمثل الحب؟" الأسئلة لا تتوقف، وتُهلك الطرف الآخر. -
الخوف من التكرار:
حتى لو غُفرت الخيانة مرة، يبقى هاجس "ربما يعود لفعلها" حاضرًا بقوة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق